عند الحدیث حول صناعة الخزف الإیرانیة و فنون الزخارف التی تستعمل فی تزیین قطع الخزف یبرز فن التزجیج باللون الذهبی کأحد أصعب الأسالیب و فی نفس الوقت أکثرها جمالا و روعة، و قد تحول هذا النوع من فنون الزخرفة إلى واحد من أکثر أسالیب الزخرفة عى الخزف جاذبیة و جمالا، و مردّ ذلک إلى التنوع اللونی، و الانعکاس القوس قزحی للزخرفة، الناتجة فی أکثر الحالات عن تغیرات فی العوامل من قبیل ترکیبات الأصباغ و التفاعلات التی تحصل داخل الفرن، و فی هذا السیاق وقع خلاف امتد لسنوات بن أهل الفن و الباحثین فی فنون الزخرفة حول أساس معرفة خصائص الخزف المزجج باللون الذهبی، و کیفیة إعداده، و المواد التی یترکب منها. أمّا المحاریب الخزفیة الذهبیة (أی المزججة باللون الذهبی) فی حرم الإمام الرضا (علیه السلام) فقد صُنعت فی أوائل القرن السابع الهجری بالتزامن مع اکتشاف حرفیی الخزف للتقنیات المتطورة لصنعة التزجیج و الصقل و استخدام عجینة الزجاج فی صناعة الأجسام. و کان فن صناعة التزجیج الذهبی فی القرنن السابع و الثامن منحصرا فی عائلتین احترفتا صناعة القاشانی و اشتهرتا به، و ها عائلتا (زید و طاهر) من أهالی مدینة کاشان، و النماذج الموجودة الیوم فی حرم ثامن الأئمة (علیه السلام) و فی المتحف التابع للحرم تعتبر من أفضل أعمال و آثار التعاون بین هاتین العائلتین اللتین ذاع صیتهما فی فن الخزف و القاشانی. و فی هذا المقال دراسة لتاریخ صناعة هذا النوع من القاشانی و تاریخه و ازدهاره فی القرنین السابع و الثامن الهجری، کما نقدم وصفا للمحاریب الذهبیة فی الحرم الرضوی الشریف.
)